تختلف شخصياتنا في بيئة العمل من شخص لآخر وهو ما يخلق بيئة متنوعة، فلكل شخصية مميزاتها التي تؤثر على طريقة إدارة العمل، ولكل شخصية صفاتها المحددة التي تساعدنا معرفتها بكيفية التعامل معها والاستجابة لها.

في هذا المقال من منصة طب زون للتعليم الطبي المستمر سنتعرف على هذه الأنماط وطرق تقسيمها وكيفية التعامل معها والاستفادة من مميزاتها في بيئة العمل.

ما هي أنماط الشخصية؟

تختلف أنماط الشخصية في بيئة العمل وفقاً لطرق التفكير والتفاعل واتخاذ القرارات. وقد طور علماء النفس عدة نماذج لتصنيف الشخصيات لمساعدتك في فهم سلوك الأفراد وتحسين بيئة العمل.

هذه التصنيفات اعتمدت على عوامل مثل: أسلوب التواصل, واالتحفيز الداخلي، واتخاذ القرارات.

ومن أشهر هذه التصنيفات:

تصنيف ميلر وريد (Merrill & Reid):

يقسم هذا النموذج الشخصيات اعتماداً على أسلوب التواصل واتخاذ القرارات في بيئة العمل إلى:

الشخصية القائدة (Driver)

الشخصية القائدة هي شخصية تتميز باتخاذ قرارات سريعة، وثقة عالية بالنفس والقدرة على قيادة فريقها بفاعلية. تستهدف تحقيق النتائج أكثر من العلاقات الشخصية فهمهُا شخصيات عملية ومباشرة. ومن سمات الشخصية القيادية إنها حازمة وواضحة، وتحب المنافسة. ولأصحاب هذه الشخصية دور قوي في بيئة العمل ،حيث تعتبر محركاً رئيسيا لأي مؤسسة إذ أنها تناسب الأدوار الإدارية والقيادة.

الشخصية المعبرة (Expressive)

الشخصية المعبرة هي شخصية متفاعلة اجتماعياً وتتميز بطاقة عالية وتمتلك مهارات تواصل قوية. من سمات هذه الشخصية أنها عاطفية وتتحدث اكثر مما تستمع، حيث إنها تفضل التعبير عن آرائها وتتجاهل بعض التفاصيل.

الشخصية التحليلية (Analytic)

الشخصية التحليلية هي شخصية عقلانية بشكل كبير وتتشابه مع الشخصية القائدة في التركيز على تحقيق الأهداف واتخاذ القرارات بناءً على المنطق والحقائق أكثر من المشاعر، وتعتمد الشخصيات التحليلية في اتخاذ قراراتها على البيانات والمعلومات ويفضل أصحابها البحث العميق قبل أي خطوة ويميلون إلى الاستماع أكثر من التحدث. الشخصية التحليلية تحب تسليم العمل إليها بدون أخطاء مع مراعاة أعلى درجات الدقة، حيث إنها تهتم بالتفاصيل.

الشخصية الودودة (Amiable)

أصحاب الشخصية الودودة يهتمون بمشاعر الآخرين ويحرصون على خلق بيئة عمل ودية ومريحة للجميع إذ يعملون على تقوية الروابط بين الأفراد. هذه الشخصية تكون تعاونية، متفهمة، مسالمة وتفضل الاستماع للآخرين وتسعى إلى تجنب الصراعات لذلك تفضل الدبلوماسية ومن أهم صفاتها أنها تهتم بالمشاعر أكثر من الإنجازات المادية.

نموذج ديسك DISC

يركز على السلوك العام وطريقة التفاعل مع البيئة في الحياة الاجتماعية ويقسمها إلى:

السيطرة (D - Dominance). 

التأثير (I - Influence).

الاستقرار (S - Steadiness). 

الدقة والانضباط (C - Consciousness).  

يمكنك عمل اختبار نموذج ديسك من هنا 

التحديات التي تواجه التعامل مع أنماط الشخصية في بيئة العمل

على الرغم من أهمية تنوع أنماط الشخصية في بيئة العمل، إلا أن هذا التنوع قد يؤدي إلى بعض التحديات التي تؤثر على التواصل والتعاون بين الأفراد، ومن أبرز هذه التحديات:

اختلاف طرق التواصل: بعض الشخصيات، مثل المعبرة، تفضل التحدث والتفاعل المستمر، بينما تميل الشخصيات التحليلية إلى التفكير العميق قبل التعبير عن آرائها، مما قد يؤدي إلى سوء فهم أو عدم توافق في أسلوب التواصل.

تفاوت سرعة اتخاذ القرار: الشخصية القائدة تميل إلى اتخاذ قرارات سريعة ومباشرة، بينما تفضل الشخصية التحليلية جمع المعلومات والتأكد من جميع التفاصيل قبل اتخاذ أي قرار، مما قد يؤدي إلى تعارض في بيئة العمل.

إدارة الصراعات: بعض الشخصيات، مثل الودودة، تسعى إلى تجنب المواجهات، بينما قد تواجه الشخصيات القيادية أو التحليلية الصراعات بشكل مباشر، مما قد يسبب توترًا داخل الفريق إذا لم يتم التعامل معه بحكمة.

التحفيز والاندماج: يختلف التحفيز من شخص لآخر، فبينما تحتاج الشخصية المعبرة إلى بيئة عمل تفاعلية وديناميكية، قد تفضل الشخصية التحليلية بيئة هادئة ومنظمة، مما يجعل من الصعب إيجاد بيئة مناسبة للجميع.

توزيع المهام بشكل فعال: قد يؤدي عدم معرفة المديرين أو القادة بنقاط القوة والضعف لكل شخصية إلى توزيع غير عادل أو غير فعال للمهام، مما قد يؤثر على الإنتاجية ويؤدي إلى شعور بعض الموظفين بالإحباط.

أفضل نمط شخصية للنجاح الوظيفي

لا يوجد نمط محدد يعتبر هو الأفضل حيث إن لكل نمط مميزاته وأساليبه التي تساهم في نجاح المؤسسة بطريقة ما. النجاح في العمل يعتمد على مزيج من المهارات والقدرة على التكيف مع بيئة العمل بأسلوب وطرق مناسبة. فمثلا الشخصية القيادية هي الأنسب في العيادة والإدارة، بينما الشخصية التحليلية هي الأنسب للأدوات التقنية والبحثية، وأما الشخصية المعبرة الأفضل للإبداع والتأثير، في حين أن الشخصية الودودة تناسب العمل الجماعي وحل مشاكل العملاء. لذلك، فإن تنوع أنماط الشخصيات في بيئة العمل مهم ومطلوب لضمان تنوع المهارات.

في النهاية، تنوع أنماط الشخصية في بيئة العمل ليس مجرد اختلافات فردية، بل هو عامل أساسي في نجاح أي مؤسسة. فكل شخصية تمتلك مميزات خاصة تساهم في تحقيق الأهداف بطرق مختلفة، مما يعزز التعاون والإنتاجية. الأهم هو فهم طبيعة كل نمط والتكيف معه لضمان بيئة عمل متوازنة وفعالة. التكامل بين الشخصيات القيادية، التحليلية، المعبرة، والودودة هو ما يصنع بيئة عمل ناجحة ومتطورة.

لمعرفة الأكثر عن أنماط الشخصية يمكنك مشاهدة المحاضرة المجانية لدكتور أحمد سمير مدرب الشركات والمؤسسات والتي قدمها على منصة طب زون.

Decoding Your Personality In The Professional World

للمتابعة والحصول على ساعات تعليم طبي مستمر معتمدة سجل على منصة طب زون

 للتسجيل اضغط هنا